التباكي على “رفض المغرب المساعدة الجزائرية”

14 سبتمبر 2023 19:12

هوية بريس – الصادق بنعلال

كان يجمل بأصدقاء الجزائر ومناصريها “ظالمة أو مظلومة” أن ينزعوا نحو الموضوعية والمقاربة المحايدة، وهم يتحدثون في سياق بالغ الأسى والألم عن “رفض المغرب المساعدة الجزائرية”، من حقهم أن يساندوا نظامهم العسكري المفضل، على حساب المغرب لاعتبارات سياسية أو أيديولوجية.. لكن المتتبعين العرب وغير العرب يدركون تمام الإدراك أن المغرب عرض مساعدة الجزائر في أكثر من مناسبة مؤلمة، آخرها الحرائق التي ألمت بغاباتها، لكن رفضها كان حاسما، كما أن الرئيس “عبد المجيد تبون” صرح بأن العلاقة المغربية الجزائرية وصلت إلى نقطة اللاعودة، بعد أن أغلقت هذه “الجزائر” حدودها البرية منذ سنة 1994 مع “العدو الغربي”، وعملت على  قطع العلاقات الدبلوماسية وغلق المجال الجوي في وجه الطيران المدني والعسكري المغربي، بل وفي وجه رياضيين صغار أبرياء! يمعن بلد “المليون شهيد” في طرد أفراد بسطاء من “أرضها” لمجرد أنهم مغاربة، كما أنها اجتهدت بلا هوادة في موضوع واحد طيلة ستة عقود، تمثل في استهداف الوحدة الترابية للمملكة المغربية والسعي إلى تقسيمها، عبر صنيعتها جبهة البوليساريو الانفصالية، ودعمها بالسلاح والمال والإعلام والحملات العدائية في كل المحافل الإقليمية والدولية بحماس استثنائي. الجزائر قبل أيام قليلة قتلت بدم بارد شبابا مغاربة بالرصاص الحي، كانوا يمرحون بالدراجات المائية بشاطئ السعيدية شرق المملكة، وجدوا أنفسهم بالخطأ في مياه سواحلها.

من العيب وقلة المروءة أن يتغاضى “البعض” عن كل هذه الاعتداءات الجزائرية في حق المغرب، وينظر فقط إلى مسألة “رفضه المساعدة الجزائرية على إثر الزلزال المدمر الذي أصاب البلاد، دون التذكير بالمناسبات الكثيرة التي دعا فيها العاهل المغربي المسؤولين الجزائريين إلى التطبيع وفتح الحدود والحوار حول كل الملفات العالقة بين البلدين، لكن لا حياة لمن تنادي. فمن أراد أن يقف إلى جانب الجزائر في كل الظروف والأحوال فله ذلك، أما نحن ماضون في طريق الوحدة والأخوة والتضامن مع كل من أراد وآمن بمستقبل آخر وأفضل، حيث العمل المشترك من أجل الإقلاع التنموي الشامل مغاربيا وشرق أوسطيا وإفريقيا.

الأقصى و"البقرات الحمراء".. المدونة وعدوان "الجهلوت".. قدوات الراب و"المواعدة العمياء" - ملفات وآراء

وأخيرا وليس آخرا، لا يرفض المغرب المساعدة الأجنبية الصادرة عن البلدان الصديقة والشقيقة في مختلف الأحداث العصيبة والمأساوية، بل إنه الآن بصدد تنزيل مخطط محكم البناء، يخضع لمراحل ومحطات متسلسلة، لإنقاذ العالقين من تحت الأنقاض ونقل المصابين إلى المستشفيات، وإمداد الناجين بكل ما يحتاجون إليه من أكل وشرب وغطاء وأدوية وخيام مؤقتة للإيواء، للانتقال إلى مرحلة التهيئة وإعادة البناء، حيث الحاجة ستكون ملحة إلى طلب العون من كل اصدقائنا واشقائنا بتواضع ومحبة وطهارة النفس.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M