على هامش التعليق على وضعية امتحان التربية الاسلامية و”الديانة الإبراهيمية”

01 يونيو 2023 16:40

هوية بريس – عبد المجيد غريس

على هامش التعليق على إمتحان التربية الاسلامية لهذه السنة للمترشحين الأحرار جهة مراكش أسفي الذي أثار جدلا كبيرا بين المهتمين حول الوضعية التي تحدثت عما يسمى بالدين الإبراهيمي وجمود الشريعة الإسلامية كتبت هذا التعليق فعلىمن يهمه الأمر توسيع النقاش حتى نستفيد من تجاربهم.

التعليق:

“كنت من المعارضين للتدريس بالوضعيات لكن بحكم تجربتي مع التلاميذ رأيت فيها طريقا جيدا لتعلم المواقف وترسيخها في النفوس لأن الحياة في الأصل مبنية على هذا الأمر إما أن توافق وإما أن تعارض إنطلاقا من إيمان (قناعات) حققته من مجموعة من المعارف(العلم) وحقا هذا ما تميز به جيل الصحابة الكرام ومن سار على منهجهم الثبات على المواقف الصحيحة المبنية عن إيمان وعلم مهما حصل اذا خييروا بين ما يتعارض مع مبادئهم.. وهذا ما فقد في هذ الوضعية.

وأظن أن هذه الوضعية أثارت إشكالا وليس مشكلة تخيير المتعلم بين الصحيح والخطأ وكما لا يخفى فهناك فرق بين الأشكالية والمشكلة وربما الامتحانات السابقة كانت احسن في الصياغة من جانب الوضعية التي كانت تحمل إختلاف الاراء وتضاربها حول مشكلة معينة بحيث تجد فيها الخطأ والصواب وهذا ما فقد تقريبا ثلاث سنوات لا أعلم لماذا عدل عن ذلك مثلا السؤال الأول الذي كنا نصححه قولهم (حدد المشكلة التي تثيرها الوضعية المشكلة؟)، وفي عناصر الإجابة كنا نجد الجواب (على التلميذ أن يجيب باختلاف الاراء أو تضارب الاراء أو تناقض الاراء حول الموضوع).

والسؤال الثاني كنا نجد (حدد موقفك من قول فلان مع التعليل وغالبا مايكون صاحب الموقف السلبي).

ثم يأتي تحديد المفاهيم وبقية الأسئلة..

لكن هذا افتقد كما ذكرت سابقا لا أعلم لماذا فاصبحنا نرى كل سنة منهجية جديدة في طرح الأسئلة مما يعرقل مصداقية المادة منهجيا لدى المتعلمين ناهيك عن بعض الأسئلة البعيدة عن الاطار المرجعي للمادة وغيرها من الأمور التي أصبحت السمة البارزة في امتحان مادة التربية الاسلامية التي للأسف تفقد المادة هيبتها وقوتها لدى كل المعنيين بالأمر.

يبقى السؤال المطروح هو من يضع إمتحان التربية الاسلامية؟ ولماذا تغير صياغة الوضعيات والأسئلة من سنة إلى أخرى؟

ختاما نعم للتدريس بالوضعية المشكلة التي تخير بين الصواب والخطا لتحديد المواقف.

ولا لمثل هذه الوضعيات التي تثير إشكالا واحدا يفرض نفسه بقوة داخل الوضعية حتى يظن سهوا أو جهلا أنه حق ويتهم حامله وناقله بالسوء وقد وقع هذا الأمر مرة قال لي بعض التلاميذ إن الاستاذة فلانة ملحدة قلت لهم لماذا؟ قالوا: إنها تنكر وجود الله تعالى فقلت لهم لا فقط هي تريد اختبار تصوراتكم وتمثلاتكم حول الموضوع.

فليس كل الناس قادرين على الاستيعاب والفهم الصحيح ناهيك عن التلاميذ الذين ابتعدوا بشكل كبير عن العلم الشرعي إلا القليل”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M