الفايد.. الرجل الذي صنع “الطرامواي” وTGV وطور تقنية “النانو”!!

14 فبراير 2023 18:19

هوية بريس – نبيل غزال

بسبب إعلانه عن قناعات كان يضمرها لسنوات استيقظ كثير من المغرّر بهم من السحر الذي كان يمارسه عليهم د.محمد الفايد.

وكما يقال ربّ ضارة نافعة، فعلى الرغم من أن ما يدلي به الفايد مجرد مسائل نظرية وإنتاج بشري، قابل للصواب والخطأ، فقد كان كل من يتجرؤ على مناقشة أو اعتراض رأيه يهاجم بطريقة فجة من طرف كتائب الفايد، ويتهم بأنه متأثر بالمد اللاديني ويحارب أحد القامات العلمية الكبرى في البلد ووو.

الأقصى و"البقرات الحمراء".. المدونة وعدوان "الجهلوت".. قدوات الراب و"المواعدة العمياء" - ملفات وآراء

ولكن شاء الله تعالى اليوم أن يفصِحَ الفايد عمّا كان يضمره لسنوات، ويبثه في مجالس خاصة فقط، وأنا بالمناسبة واحد ممن حضر تلك المجالس التي تفوه فيها الفايد بجرأة خطيرة على الله تعالى، وقول منكر وزور على علماء الشريعة.

في هذا العمود المختصر؛ لا أريد أن أتحدث عن دفاع الفايد عن الشواذ واللواطيين، ولا عن إنكاره لأحاديث المهدي والإسراء والمعراج المتواترة، ولا عن تهجمه على أئمة المذاهب الأربعة، بما فيهم إمام مذهب البلد، الإمام مالك، وتنقصه من ابن كثير “شيخ المفسرين”، واتهامه للمحدث الألباني بالتشيع، ومطالبته على طريقة الفتوَّات و”القطاطعية” إذا كان “هناك فيكم رجل -عالم- يخرج عندي”..

لا أريد الحديث عن كل هذا، ولا عن سلوكه العدواني والعصبي واستعلائه وتكبره على خلق الله..

لا أريد الحديث عن هذا الكم الهائل من الموبقات، ذلك أن كثيرا من الفضلاء أجابوا المتحدث في التغذية عن بعض ما ذكرت، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فمن يجرؤ على مهاجمة كل فقهاء الشريعة عن بكرة أبيهم ويتجرأ على كلام الله ورسوله وعقائد وأحكام الشرع، من السهل تحديد المرجعية التي يصدر عنها والأفكار التي تحدد تطرفه ونزقه.

ما أريد الإشارة إليه باقتضاب في هذا العمود، هو أن الفايد لم يعد يرى اليوم عالما على وجه الأرض إلا من أتقن العلوم الكونية، أي العلوم المادية، وهو في تحديه هذا يتهم الحلقة الأضعف، وهم علماء الشريعة، بأنهم سبب تخلف الأمة وارتهانها بالماضي وعدم تطورها في العلوم الدنيوية والمادية!

أكيد أن علماء المغرب، سواء الرسميين منهم أو غير الرسميين، لا ينتظرون شهادة الفايد لتأكيد كفاءتهم ومكانتهم، ولا يهمهم كلامه لا من قريب ولا من بعيد، لكن لا بأس أن نجيب باختصار عن هذا الهذيان والخرف الذي أصاب الرجل، فصار يخبط ذات اليمين وذات الشمال.

السؤال الذي يجب أن يطرح بكل جرأة ونحن نناقش تخلفنا في العلوم الدنيوية هو: من المسؤول عن تطوير العلوم المادية والتمكين لها في المغرب؟

أظن ألا أحد سيخفى عليه الجواب، فهناك مؤسسات للدولة تعنى بذلك، وترصد لها ميزانيات، من مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمعاهد والكليات المختصة، وهي تقوم بالوظيفة المسطرة لها وفق الظروف المتاحة.

الفايد ولأن له فوبيا كبيرة من الدولة وأجهزتها، لم يجرأ أن يتحدث عن المسؤول المباشر عن ضعف البحث العلمي في المغرب وضعف الميزانية المرصودة له؛ مقابل قطاعات أخرى ترفيهية، لا تعود بالنفع لا على الفرد ولا على المجتمع ولا على البلد، وتغدق عليها الأموال بشكل غريب ومستفز..

وهنا تتجلى سوء نية الرجل وجهله؛ حيث سعى كي يصرف قناعاته التي تتقاطع مع قناعات اللادينيين من خلال اتهام الفقهاء، وكأن علماء الشريعة والمجالس العلمية والمجلس العلمي الأعلى قد أصدروا بالإجماع فتوى بمنع تعلم العلوم الكونية وحرمة التخصص في العلوم المادية!

وكل هذا لا وجود له طبعا إلى في ذهن من برز بالحديث في أمور التغذية..

ومن المضحكات في خطابات الفايد السيكوباتية وخرجاته الكوميدية تساؤله بسخرية “هل أذكار الصباح والمساء ستصنع لنا الطرامواي”..

هو طبعا يعرض هذا الهراء دائما بلغة وثوقية، و”سنطيحة” عريضة وكأنه أتى بما لم يأت به الأوائل، علما أنه يهذي ويخربق..

فالطرامواي صناعة بشرية، وتقنية توصل إليها الغرب باتخاذ الأسباب الكونية، ونحن نشتري تقنيته بثمن باهض نتيجة تفريطنا، وعدم استثمارنا كدولة وكأمة في هذا المجال، وضريبة التخلف العلمي نؤديه اليوم نقدا، ومن يتحملون المسؤولية هم من يملكون القرار ومن لهم القدرة على إنفاذه، أما من يحرص على أذكار الصباح والمساء فهو يمتثل بشكل فردي لأمر الله ورسوله ﷺ الذي رغب في المواظبة عليها…

والخلاصة من كل هذا أن الغرب قد استفاد من التقدم العلمي بجني ثروات طائلة، ومن اشتغل بالذكر قد استفاد أيضا بجني أجور عظيمة، لكن سي الفايد لم ولن يستفيد من هذا النقاش شيئا، فهو لم يصنع لنا لا طرامواي ولا TGV، ولا طور “الدرون” وتقنية “النانو”، ولا ترك من يذكر الله في حال سبيله.. لكنه ملأ الدنيا بعصبيته وزعيقه..

وبمنهجه المختل هذا لن يصلح عطارنا ما أفسد الدهر، والمتابع لما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يقف على أن كثيرا ممن كان يدافع عنه بالأمس قد رموه عن قوس واحدة، والرجل يغرق يوما بعد آخر، ولا تزيده الأيام إلى غيّا..

نسأل الله لنا وله الهداية وحسن الخاتمة..

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. فعلا الرجل تائه تماما وإن لم يهتد إلى جادة الصواب فالأيام القادمة ستكشف عنه العجب العجاب..
    نسأل الله لنا وله الهداية.

  2. مفالة السيد نبيل غزال جيدة لمن أراد أن يفهم المجال الدي يعما فيه السيد الفايد (الفايد رجل فقد صوابه بغروره مند مدة طويلة ويجب على أهل العلم أن يردوه طواعيتا أو رغما عنه إلى حجمه الذي لم يفهمه.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M