إحدى أكبر الأكاذيب التي شربتها الشعوب عبر التاريخ هي كذبة “الفن”!

23 مايو 2022 02:26
فيلم سعودي في افتتاح مهرجان "إسرائيليي"

هوية بريس – تسنيم راجح

لعل إحدى أكبر الأكاذيب التي شربتها الشعوب عبر التاريخ هي كذبة “الفن”!
الفن جميل، يستحق التضحية وتقديم التنازلات، لا يمكن أن ترفضه، هو الحضارة والتقدم، هو هوية الأمم وثقافتها، نتاجها وتاريخها، الفن هو الإبداع.. هو ببساطة كل ما تريد له أن يكون..
لكن ما هو الفن فعلاً؟ كمفهوم أو كلمة، هل لها تعريف جامع مانع بحتوي كل أنواعها وتفريعاتها وأقسامها؟ وإن كان موجوداً فمن الذي يملك أن يقوله أو يثبته؟
فالفن قد يحتوي ثمثالاً غريباً من كرسيين ضخمين فوق بعضهما..
قد يطلق على لوحة من الخطوط العشوائية المتداخلة إن ادعى صاحبها تعبيرها عن حالته الشعورية الخاصة المعقدة جداً على فهم الناظر البسيط..
قد يسمى تحضير الطعام بشكل جميل فناً..
قد يكون الرقص امام الملايبن..
ربما التعري والتمايل..
ربما حفظ جملٍ ثم قولها بكذبٍ متقن يصعب فضحه..
ربما مهارة وضع المكياج بطريقة تجمّل أو تبشع صاحبها..
وربما أمور كثيرة، فالكلمة في أصلها سائلة ككثير من المفردات التي باتت منتشرة في عالمنا، هي في حقيقتها مبرّرٌ وشماعة يقول صاحبها من خلالها أن عمله الغريب وربما المحرّم أو القبيح أو المذموم هو عملٌ أرقى من فهم العوام، هو أمر سامٍ متعالٍ عن الدراويش العاديين!
إنه فن!
وإن كنت لا تقدّره أو ترفضه أو تكرهه فهذا لأنك عدو للفن والإبداع والتقدم، أنت عدو للحضارة ذاتها!
بهذا يتمكن صاحب أي عمل من تبريره وتسويقه وإجبار الناس على تقبّله، فلا أحد يريد تلك الوصمات البشعة!
وتكتمل الدائرة حين يكون ذاك “الفنان” ذا جماهير تتقبل وتحب أي “فن” ينتجه، فتعمل على تطبيع البقية معه شيئاً فشيئاً إلى أن يشعر من يرفضه بأنه وحده السطحي المتخلف على كوكب الفاهمين للشخابيط والتفاهة المحيطة به!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M